آية وتفسير

ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

 

 

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾(1)

 

ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير الآية المذكورة، نوجزها في ما يلي:

 

من هم الأولياء الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؟

 

ورد في الاحتجاج للشيخ الطبرسي (قدس الله نفسه الزكية)(2)

عن الرسول (ص): “معاشر الناس، أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون، ثم قرأ “الحمد لله رب العالمين” إلى آخرها وقال: فيَّ نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ألا إن حزب الله هم الغالبون، ألا إن أعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق والحادون وهم العادون وإخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ (3) اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾(4) إلى آخر الآية، ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ (5) إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾(6) ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال الذين يدخلون الجنة آمنين تتلقاهم الملائكة بالتسليم إن طبتم فادخلوها خالدين(7)، ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز وجل: (يدخلون الجنة بغير حساب)(8)، ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا(9)، ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير(10)، ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم: ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا﴾(11)، ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ / قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ﴾(12) ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير.

 

وفي بحار الأنوار للعلامة المجلسي (قدس سره الشريف)(13)

تفسير العياشي: عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن بعض الفقهاء قال: قال أمير المؤمنين ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾(14) ثم قال: تدرون من أولياء الله؟ قالوا: من هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا، وطوبى لهم أفضل من طوبى لنا، قال: يا أمير المؤمنين ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا؟ ألسنا نحن وهم على أمر؟ قال: لا، لأنهم حملوا ما لم تحملوا عليه، وأطاقوا ما لم تطيقوا(15).

 

الإقرار بالنبوة والأئتمام بأمير المؤمنين (علي):

 

وورد في تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي (رحمه الله)(16)

عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾(17) فقال: الإقرار بنبوة محمد عليه وآله السلام والايتمام بأمير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم(18).

 

عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن بعض الفقهاء قال: أمير المؤمنين ﴿إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ثم قال: تدرون من أولياء الله؟ قالوا: من هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا طوبى لنا وطوبا لهم، وطوباهم أفضل من طوبانا، قيل: ما شأن طوباهم أفضل من طوبانا؟ ألسنا نحن وهم على امر؟ قال: لا لأنهم حملوا ما لم تحملوا عليه واطاقوا ما لم تطيقوا(19).

 

عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليهما السلام ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ قال: إذا أدوا فرايض الله، وأخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، و رغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون على ما قدموا لآخرتهم(20).

 

وورد في تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي (أعلى الله مقامه)(21)

في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن بعض الفقهاء قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ثم قال: تدرون من أولياء الله ؟ قالوا: من هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا ممن تبعنا من بعدنا، طوبى لنا وطوبى لهم أفضل من طوبى لنا، قالوا: يا أمير المؤمنين ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا ؟ ألسنا نحن وهم على أمر؟ قال: لا، إنهم حملوا ما لم تحملوا عليه وأطاقوا ما لم تطيقوا.

 

عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليهما السلام: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ إذا أدوا فرايض الله، واخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله، وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون التفاخر والتكاثر، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا و يثابون على ما قدموا لآخرتهم.

 

ورد في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني:(22)

عند ذكر الآية: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾(23) أخبرنا عقيل، قال: أخبرنا علي، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عمرو بن الجمحي(24) بمكة قال: حدثنا علي بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن السدي، عن أبي صالح(25): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: إن من العباد عبادا يغبطهم الأنبياء تحابوا بروح الله على غير مال ولا عرض من الدنيا، وجوههم نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا، أتدرون من هم؟ قلنا: لا يا رسول الله. قال: (هم) علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر وعقيل، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

 

1– يونس/62.

2– ج 1 – ص 78 – 80

3– حاده بتضعيف الدال: خالفه ولم يطع أمره.

4– المجادلة/22.

5– أي يستروا إيمانهم بظلم، فإن اللبس في الأصل بمعنى الستر.

6– الأنعام/82.

7– هذا المضمون مأخوذ من قوله تعالى: ﴿وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين﴾(الزمر/73).

8– مأخوذ من قوله تعالى: ﴿فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب﴾(غافر/40).

9– مأخوذ من قوله تعالى: ﴿فسوف يدعو ثبورا، ويصلى سعيرا﴾(الانشقاق/12).

10– إشارة إلى قوله تعالى: ﴿إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا﴾(الفرقان/12).

11-.الأعراف/38.

12– الملك/8? 9.

13– ج 65 – ص 34 ? 35.

14– يونس/62.

15– تفسير العياشي ج 2 ص 124.

16– ج 2 – ص 124.

17– يونس/58.

18– البرهان ج 2: 187 الصافي ج 1: 756. البحار ج 9: 80.

19– البرهان ج 1: 190. الصافي ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291.

20– البرهان ج 1: 190. الصافي ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291.

21– ج 2 – ص 309.

22– ج 1 – ص 354.

23-يونس/62.

24-كذا في النسخة الكرمانية وفي النسخة اليمنية: “عمر بن محمد الجمحي”.

25-كذا في النسخة الكرمانية، وفي النسخة اليمنية: “حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو سفيان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة… “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى