آية وتفسير

(قبس 54 ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)([1])

[التوبة: 119]

لكي نفهم الآية الكريمة، ونعرض انفسنا عليها ونتحقق من نسبة التزام الامة بها، مع ما يتضمن ذلك من دروس جليلة نلفت النظر الى عدة امور :

1- اول ما يلاحظ في الآية استعمال اداة النداء (يَا أَيُّهَا) وجعل المنادى هم المتصفون بصفة الايمان مع ان الجميع مخاطبون([2]) بهذا الامر، وذلك لعدة نكات:

(منها) تشريف المؤمنين بتوجيه الخطاب اليهم دون غيرهم من المأمورين.

(ومنها) لألفات عناية المؤمنين واثارة انتباههم الى ما يكمل به ايمانهم.

(ومنها) اشعارهم بمسؤوليتهم الخاصة كمؤمنين عن هذا الذي دعوا اليه أي انكم بصفتكم مؤمنين يجب ان تكونوا كذلك، ولو كانت الجملة بلا اداة نداء ومنادى واقتصر على بيان الامر المطلوب (اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) لما حصلت هذه العناية ولا الالتفات الى المسؤولية او كانت بدرجة اقل، كما انك حين تخاطب الشباب بتوجيه ما تبتدئ كلامك بـ (يا أيها الشباب) لالفات نظرهم الى ان هذا الخطاب موجه لهم بما هم شباب، او تقول ايها العراقيون عند طرح قضية وطنية تهمهم، او يا طلبة الحوزة العلمية.

والخلاصة ان الآية تفيد انكم اذا كنتم تريدون ان تكونوا مؤمنين حقا فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين ولها دلالة بالاتجاه المعاكس أي انكم اذا اتقيتم الله ووجدتم انفسكم في صف الصادقين فأنكم مؤمنون حقا، وإلا ينطبق عليكم قوله تعالى (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (الحجرات14)، فالآية هنا تنفي بعض مراتب الايمان الصادقة حقيقة، وهناك آيات اخرى تثبته بلحاظ المراتب الأدنى كقوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) (يوسف106).

وبتعبير اخر: ان حقيقة الايمان التي تكون سبب فوز الانسان وسعادته لها ثلاثة ابعاد او انها لا تكتمل الا باجتماع ثلاثة عناصر:

أ‌- الايمان بالله وبأنبيائه ورسالاته واليوم الاخر والاوصياء وسائر العقائد الحقّة ، وهذا بُعدٌ اعتقادي قلبي.

ب‌- تقوى الله والالتزام بما يريده الله تعالى وتجنب ما يسخطه تعالى وهذا بُعد عملي سلوكي.

ت‌- ان تكون مع الصادقين بالمعنى الذي سنذكره ان شاء الله تعالى وهذا بعد اجتماعي في العلاقة مع القيادة.

2- ان الامر بالكون مع الصادقين مطلق ولم يحدد بناحية او مورد معين، وهذا له دلالات عديدة على مستوى الالزام والاثبات وعلى مستوى المنع والنفي.

اما على مستوى الاثبات فان الآمر بالكون مع الصادقين يعني الاعتقاد بهم والاخذ عنهم واتباعهم والتسليم لهم والسير على نهجهم ويعني ايضا حمل رسالتهم والتحرك بها في كل اتجاه ونصرتهم ومعونتهم في الشدة والرخاء والعافية والبلاء، ويعني ايضا الرجوع اليهم في كل تفاصيل الحياة من غير فرق بين العقيدة والشريعة او السلوك، ولا بين احكام العبادات والمعاملات وسواء كانت في الاحوال الشخصية او السياسية او الاقتصاد والاجتماع وغيره.

واما على مستوى النفي فان الكون مع الصادقين يعني عدم الانسياق وراء الشهوات والاهواء وعدم اتباع أي داعٍ لم يأمر به الصادقون، ويعني رفض الشعور بالإحباط واليأس التوجه نحو العزلة والانزواء والانسحاب من العمل الرسالي المثمر كردّ فعل لحصول بعض الحالات، ويعني الكون مع الصادقين رفض الوقوف على الحياد والكون بمسافة واحدة من الجميع، وهذا كله يحتاج الى جهد وجهاد كبيرين وثبات على الصراط وصبر ومصابرة ومرابطة ولذا سبقه الامر بالتقوى لانها تعين على ذلك كله.

3- حينما يوصف الخبر بالصدق فهذا يعني مطابقته للواقع، كما لو اخبرت عن زيد انه قائم وهو قائم فعلا فان الخبر صادق، اما وصف الانسان بانه صادق فهذا يعني مطابقة ظاهره لباطنه واقواله لأفعاله وموافقتها جميعاً للحق، لاحظ قوله تعالى (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون-1) فكلمتهم حق وصدق لكنهم لم يكونوا صادقين لان باطنهم لم يكن كظاهرهم وفعلهم ليس كقولهم، لذا ثبت الله تعالى صدق الكلمة ووصفهم بالكاذبين، ولو وصفوا بالكاذبين من دون تثبيت هذه الحقيقة لكان وصفهم بالكذب يشمل ما شهدوا به وهو خلاف الواقع.

والمؤمنون ليسوا كلهم صادقين في ايمانهم، ولهم درجات متفاوته في ذلك لذا مدح الله تعالى قوما من المؤمنين لانهم صدقوا وثبتوا على الصدق قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (الأحزاب23).

والمستفاد من القران الكريم ان انطباق عنوان الصادقين له درجات متفاوتة بحسب درجة كمال عناصره من الايمان بالله ورسله وكتبه والجهاد في سبيل الله بالأموال والانفس والصبر في المواطن وفعل المعروف وتجنب المنكر ونحو ذلك كقوله تعالى (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر-8).

وقال تعالى (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة-177).

ووصف مرتبة اعلى من الصادقين بقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحجرات-15).

هذا ولكن العنوان اذا اطلق فانه ينطبق على المعصومين (^) لانهم من ينطبق عليهم التعريف اعلاه بقول مطلق أي على الدوام من دون استثناء او اختراق، وتشهد نفس الآية على أن المراد بالصادقين المعصومون (^) بدلالة اكثر من قرينة :

أ‌- لأنها أمرت بالكون معهم مطلقاً ولا يتعلق مثل هذا الأمر إلا بالمعصوم، لأن غير المعصوم معرض للخطأ فكيف يأمرنا الله تعالى بالكون معه مطلقاً.

ب‌- ان الآية امرت اولا بالتقوى ثم بالكون مع الصادقين، فلو كان المراد بالصادقين ما هو اوسع من المعصومين لكان الامر بالكون من الصادقين وليس معهم، او قل ان امر المتقين بان يكونوا مع الصادقين يكشف عن سمو مرتبة الصادقين على المتقين، ولا يصّح ذلك الا في المعصومين (^).

وقد أذعن جملة من أعلام السنة لهذه الحقيقة لكن بعضهم أوّلهـا بمــــا لا وجه([3]) له لذا وردت روايات كثيرة من طرق الفريقين تبين ان المراد بالصادقين هم امير المؤمنين (×) وأولاده المعصومون(^)، ففي الكافي وبصائر الدرجات للصفار بسندهما عن بريد بن معاوية العجلي قال: (سألت ابا عبد الله (×) عن قول الله عز وجل (اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : ايانا عنى).

وفي الكافي ايضاً بسنده عن ابن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا(×) قال (سألته عن قول الله عز وجل – قال : الصادقون هم الأئمة الصديقون بطاعته) وفي كتاب سليم بن قيس – في حديث المناشدة- قال أمير المؤمنين (×) (فأنشدتكم الله جل أسمه، أتعلمون ان الله انزل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) فقال سلمان : يا رسول الله : أعامة هي أم خاصة؟ فقال : أما المؤمنون فعامة لان جماعة المؤمنين أُمروا بذلك، واما الصادقون فخاصة في علي والاوصياء من بعده الى يوم القيامة)؟ قالوا اللهم نعم).

وروى في المناقب عن بعض التفاسير([4]) العامة بسنده عن ابن عمر قـال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ) قال : أمر الله تعالى الصحابة أن يخافــوا الله، ثـــم قـــال (وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) يعني مع محمد وأهل بيته).

وعن مصدر آخر لهم في قوله تعالى قال : هو علي بن ابي طالب خاصة وعن مصدر آخر قال (محمد وآله)([5]).

4- ان الآية مطلقة من حيث الزمان فهي تأمر المؤمنين في جميع الأزمنة الى نهاية الدنيا أن يكونوا مع الصادقين الذين هم المعصومون (^) وهذا يعني لزوم وجود المعصوم في كل زمان، وهذا دليل على صحة عقيدة الشيعة الامامية في الأئمة الاثني عشر وبقاء قائمهم الى آخر الزمان، وبدون هذه العقيدة سيبقى الزمان بلا صادق فكيف يمتثل المؤمنون لواجب الكون مع الصادقين.

وقد اعترف بهذه الحقيقة بعض أعلام السنة كالفخر الرازي قال في تفسيره (انه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين ومتى وجب الكون مع الصادقين فلابد من وجود الصادقين في كل وقت).

5- إن ورود الامر بالكون مع الصادقين عقيب الامر بالتقوى التي هي خير الزاد ليوم المعاد (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة197) ولا ينجو الانسان الا بالتقوى ({قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) (الشمس10-11) (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى النازعات41-42) فالتعاقب بين هذين الامرين لأجل هداية المؤمنين والمتقين الى أن طريق التقوى شائك وصعب وكثير المنزلقات والابتلاءات والمصاعب ولا يمكن سلوكه بنجاح الا بالكون مع الصادقين واتباعهم والتمسك بهم.

كما انه يلفت نظر المتقين الى ان المتوقع منكم كمتقين ان تكونوا مع الصادقين فلا تقوى من دون الكون معهم، كما ان الكون معهم بالمعنى الدقيق الذي ذكرناه يكشف عن انك من المتقين.

أغلب الأمة لم تكن من الصادقين:

وبعد ان اتضحت هذه الأمور يمكننا القول بأسف ان المخاطبين بالآية لم يعملوا بها ولم يكونوا مع الصادقين بل اصطّف قسم مع اعدائهم وتقاعس قسم اخر وتركوهم وحدهم منذ رحيل رسول الله (’)، ونقرأ هذه الحقيقة في دعاء الندبة (لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ ’ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَالاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ)([6]).

لذا تكررت شكوى المعصومين (^) من قلة العدد وخذلان الناصر فمـن كلمـة

السيدة الزهراء (÷) مع أمير المؤمنين (×) لما رجعت من المسجد مهضومـــة

مظلومة: (حتى حبسني قيلة نصرها والمهاجرة وصلها، وغضّت الجماعة دوني طرفها فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة وعدت راغمة، شكواي الى ربي وعدواي الى ربي، اللهم انك أشدّ منهم قوة وحولا، وأشد بأساً وتنكيلا)([7]).

وهكذا كلمات أمير المؤمنين المملوءة بالألم والاسى كقوله في الخطبة الشقشقية (وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِى بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جَذّاءَ –أي مقطوعة لعدم وجود الناصر- أَوْ أَصْبِرَ عَلى طَخْيَة عَمْياءَ –وهي الظلمة- فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلى هاتا أَحْجى ، فَصَبْرَتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذىً وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا –وهو ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه-)([8]).

وقوله (×) متظلما (فنظرت فاذا ليس لي معين الا اهل بيتي، فظننت –أي بخلت- بهم عن الموت، واغضيت على القذى وشربت على الشجا، وصبرت على اخذ الكظم وعلى امرَّ من العلقم وآلم للقلب من وخز الشفار)([9]).

ومثلها كلمات الامامين الحسن والحسين والأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) التي تعبّر عن الوحدة وخلان الناصر ، وفي ذلك روى عنبسة قال سمعت ابا عبد اللّه (×) يقول : اشكو الى اللّه وحدتي وتقلقلي من اهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وأُسرُّ بكم، فليت([10]) هذا الطاغية اذن لي فاتخذت قصراً فسكنته واسكنتكم معي، واضمن له ان لا يجيء من ناحيتنا مكروه ابداً)([11]).

فتصوروا الى أي درجة وحدة الامام ووحشته وغربته بين اهل المدينة بحيث ان الامام (×) كان ينتظر قدوم وفد من مواليه من الكوفة او خراسان او أي مدينة اخرى ليؤنسوا وحشته ويرفعوا غربته ووحدته.

وفي ختام الحديث يمكن تلخيص عدة دروس من الآية :

1- لا يكتمل الايمان الا بالتقوى واتباع المعصومين (^).

2- لا حياد ولا وقوف على مسافة واحدة من الجميع بل يجب ان نكون مع الصادقين عقيدة وسلوكا ونصرة، ويلزم من هذا معرفة الصادقين اولا.

3- ان في الآية دلالة على وجود الامام صاحب العصر والزمان وعصمته.

([1] ) كلمة القيت يوم الجمعة 16/محرم/1347 الموافق 30/10/2015.

([2] ) جميع الناس مخاطبون حتى غير المسلمين لانهم مكلّفون بالفروع –أي الأحكام الشرعية الواجبة والمحرمة- كتكليفهم بالأصول –أي الاعتقاد بالتوحيد والنبوة والمعاد، وورد التصريح بالعموم لمثل هذا الخطاب في ايات مماثلة كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) (البقرة183).

([3] ) قال الفخر الراي في تفسيره ان المعصوم هو جميع الامة لا انه فرد واحد فتكون الاية دليلا على حجية اجماع المؤمنين وعدم خطا مجموع الامة (التفسير الكبير: 16/220) وردَّه واضح لان المقصود من الصادقين لو كان مجموع الامة فان الامة مكونة من الناس المخاطبين بالكون مع الصادقين وستكون النتيجة وحدة التابع والمتبوع. مضافا الى ما ذكرناه في هذه النقطة من سمو مرتبة الصادقين.

([4] ) وتوجد مصادر اخرى من كتب العامة في كون المراد من الصادقين خصوص اهل البيت (^) ذكرها في تفسير الفرقان: 13/221.

([5] ) راجع مصادرها في تفسير البرهان : 4/345.

([6] ) مفاتيح الجنان : 608.

([7] ) الاحتجاج : 1/137.

([8] ) نهج البلاغة: 48 الخطبة 3.

([9] ) نهج البلاغة: 68 الخطبة 26، ص 336 الخطبة 217.

([10] ) هذا موقف سياسي مهم على القادة الاسلاميين ان يستفيدوا منه لرسم علاقتهم مع السلطات الطاغوتية ، وقد فصلناه في كتاب (فقه المشاركة في السلطة).

([11] ) بحار الانوار :47/185 ح31 عن رجال الكشي : 361 رقم 677.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى